لم أكن اتوقع يوماً بأنني سأمتلك عملي ودخلي الخاص وانا بعمر ال 16 عاما ، بدأت ذلك بعد ان اندلعت الحرب في اليمن وقطعت رواتب الموظفين وكان راتب ابي الموظف بوزارة العدل هو مصدر الدخل الوحيد للأسرة ، اضطررت عندها للعمل بدوام جزائي في سوق تجارة مواد البناء معتمدا على مهاراتي في الأقناع والتسويق والبيع بالتجزئة حتى استطيع إعالة عائلتي ومواصلة تعليمي
، وبعد فترة بسيطة وكنتيجة لعمل دؤوب ونجاح في مجال المبيعات استطعت الحصول على منصب مسؤول المبيعات لدى مؤسسة العربي لمواد البناء ، ورغم كل هذه التحديات وهذا العمل المكثف إلا انني استطعت ايضاً ان اتخرج من الثانوية العامة بمعدل 94.13 % . أكثر ما ساعدني في اختيار مجال إدارة الأعمال هو تطور قدراتي السريع فيه من خلال تجربتي في دخول سوق العمل ،
وكذلك معرفتي وإتقاني للغة الانجليزية التي استطعت من خلالها الحصول على دورات وورش تدريب في إدارة الأعمال ، ايضاً ساعدني ترشحي وفوزي برئاسة المجلس الطلابي لثانوية جمال عبدالناصر لمدة عام على تنمية مهاراتي في الإدارة والتخطيط وصنع العلاقات . ما أنا عليه اليوم هو نتاج رحلتي نحو الاستقلال والاعتماد على النفس ، فأرغب مستقبلا أن اكون رائد أعمال مستقل بشكل کامل ،
حاليا اقوم بتدريس اللغة الانجليزية وتدريب بعض الشباب الذين يطمحون لفتح مشاريعهم الخاصة على مهارات إدارة المشاريع في مركز الجمعية النسوية بشكل تطوعي ، بالإضافة اني على وشك اتمام الدبلوم المتقدم في إدارة الإعمال بعد حصلت على الدبلوم المتوسط من الجمعية التعليمية ، وانا اسعى الآن لدراسة البكالوريوس في إدارة الأعمال من خلال برنامجكم الذي سيعمل على اكسابي نظره ثاقبة في مجالي ويعزز من خبرتي العملية بالشهادة ه الأكاديمي . اليمن تمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم ،
والسبب في هذا هو الفشل الإداري والسياسي في البلاد ، وانا أعتقد أن تركيا ه البلد الأفضل لتأهيل وصناعة قيادات المستقبل ، فبجانب قوة التعليم في الجامعات التركية في تخصص إدارة الإعمال وتفوقها عالميا فإن تركيا تمثل النجاح الواقعي والتطبيقي في الإدارة والسياسية في مختلف مؤسسات واجهزة الدولة ، فأنا ارجوا ان اقتبس من نهضة تركيا واعود بها لبلدي لصنع التغيير والإصلاح المرجو . في النهاية كل الشكر والاحترام للجنة المختصة بالمنحة التركية ومن قام بمراجعة طلبي ، وأرجو من سيادتكم اخذ طلبي بكل اهتمام فهو بكل اختصار ، مستقبل إنسان وبصيص امل لوطن ، وشكرا . | ،